نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[صلة الأرحام]

صفحة 162 - الجزء 1

  نعم، الإبراء والسماح للأقارب من المواريث والحقوق ليس بواجب بل هو تفضل وتكرم وصدقة وصلة والله سبحانه هو الذي يجازي كل محسن على إحسانه، والذي أريد أن أنبه عليه في هذا الموضوع ومن أجله كتبت هذه الأسطر، أن بعض الناس يحسنون إلى أرحامهم من العمات والأخوات وغيرهم وإذا عرضوا على إحداهن شيئاً من الميراث رفضت ذلك وأبرتهم وسامحتهم من صميم قلبها فيما عندهم غير أنهم لا يقتنعون بذلك الإبراء والسماح وقلوبهم خائفة من ورثتها ولو بعد حين.

  وأنا أنصح كل مؤمنة تقية إذا كانت مسامحتها وإبراءها لإخوانها وأولادهم صادرة عن قناعة ويقين واحتساب لما وعد الله المحسنين أن تكمل ذلك الإحسان والبر والصلة بأن تكتب لهم ورقة في كل ما تريد أن تسامحهم فيه قل ذلك أو كثر، وتُشهد على ذلك شهوداً عدولاً، وتسلم تلك الورقة لأقاربها وأرحامها، فهذا الصنيع أكمل للأجر وأبلغ في الإحسان وأوثق للعلاقة والرحامية بينها وبين قرابتها وكل ما أبرتهم وسامحتهم فيه من الأموال التي تزرع وكذلك البيوت فهي لها صدقة جارية بعد موتها وفي حياتها.

  وأنا أنصح إخواني المؤمنين - وكان الواجب نصيحتهم قبل المؤمنات - أن يتقوا الله في أرحامهم وأن يصلوهم ويبروهم وأن يرغموا أنفسهم بالعطاء من الأموال المرة بعد المرة والوقت بعد