نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[بر الوالدين]

صفحة 25 - الجزء 1

  من أجل ذلك وغيره غلظ الله الحكم في حق الوالدين لا سيما في الكبر: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} كناية عن التضجر في وجوههما بل يجب عليك العكس من ذلك، يجب عليك أن تظهر الفرح بعافيتهما وتظهر لهما أنك سعيد براحتهما، وأنك مقصر في حقهما، وإن مَلَتِ الهموم قلبك وشغلت الغموم فكرك.

  {وَلَا تَنْهَرْهُمَا} لا تقهرهما بكلمة تجرح قلبيهما أو قلب أحدهما فإذا فعلت ذلك فلا تأمن أن تصيبك لعنة الله ونقمته وتفارقك ألطاف الله ورحمته؛ لأنك قابلت كتابه بالرد، وقد قرعت سمعك هذه الآية مراراً وتكراراً، وما حل بإبليس لعنه الله موعظة وعبرة لأولي الألباب.

  {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣} القول الكريم: لبيه يا والدي، لبيه يا والدتي، وما شاكله من الكلام الطيب الذي يزيد العلاقة وثوقاً وحب القلوب لصوقاً.

  إن دون الوفاء بحقوق الله وحقوق الوالدين خرط القتاد لولا رحمة الله، فأين التائبون؟

  {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} أظهر لهما ضعفك أمام أوامرهما وحط نفسك بين أيديهما أنهما كبيران وأنت الصغير وعزيزان وأنت الذليل وغنيان بما توليهما وأنت الفقير، إن كنت تريد الرحمات من الله المتتابعة والألطاف المانعة والعيشة الهنيئة والسعادة المرضية فطاعة الوالدين جالبة لكل خير في الدنيا