نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[بر الوالدين]

صفحة 26 - الجزء 1

  والآخرة، قال تعالى فيما حكى عن عيسى #: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ٣٢}⁣[مريم].

  {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ٢٤} استمر لهما بالدعاء وافعل لهما ما يكون سبباً في رضوان الله عليهما من الدعاء والقرآن والصدقات الجارية وغير الجارية، واطلب لهما الدعاء من أولياء الله وافرح بما توليهما من الإحسان، واصبر على جفوة الإخوة والأخوات من أولادهما، واعلم أن الله يراك ويعلم ضميرك وما توسوس به نفسك {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ٦٤}⁣[مريم]. فالسعيد –والذي رفع السموات السبع وبسط الأرض - من كرس جهوده في طاعة والديه.

  ورد: أن دعاء الوالد لولده كدعوة النبي لأمته، وأن ما بين العاق لوالديه والنار إلا خروج نفسه من جسده، وكذلك البار ما بينه وبين الجنة إلا خروج روحه، ومن عق والديه أو أحدهما وقد ماتا أو أحدهما فلتطل على ذلك العقوق حسرته ويصل أرحامهما ويتصدق إلى أرواحهما ويتوب إلى الله توبة من صميم قلبه كلما ذكرهما، فعسى أن تناله رحمة الله وتصل إلى قلبه هداية الله، {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣}⁣[الزمر].

  نستغفر الله من التقصير في حق والدينا وأرحامنا ونستغفره من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.