نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الحاجة إلى الدعاء]

صفحة 36 - الجزء 1

  الدعاء ولا يتعاظمه بقلبه إلا بالمداومة ولا سيما في ليله وفي صباحه، ولأمرٍ ما سمى تاركه مستكبراً بعد أن سماه عبادة، وتهدد على تركه بالإهانة والإذلال والخلود في النار لأن الله هو الذي عنده نيل الرغائب، وقد أطلق لعبده السؤال في كل المطالب فلم يقبل هذا العرض الإلهي إلا القليل الذين عناهم الله بقوله: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}⁣[سبأ]، ومن عناهم بقوله: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}⁣[الأنبياء: ٩٠].

  نعم، فإنك ترى الْخِيَرَةَ يتلذذون بالدعاء والمناجاة كما يتلذذ الرضيع بلبن أمه غير أنهم تعبوا حتى زُرِعَ الهدى والنور واليقين من قلوبهم.

  وإليك مثال المقبل على ربه بالدعاء وعكسه مثل الاثنين كرجلين دخلا سوقاً من الأسواق وهما من أصحاب البيع والشراء أحدهما في مجلبة الأغنام يبيع ويشتري والآخر في سوق التمور والزبيب، فلما مرا بالمجلبة اختلفت آراءهما فالبياع المشتري في الغنم ينظر لكل كبش سمين ويحدد بقلبه ثمنه بشوق وتلهف لامتلاكه، بعكس صاحبه فلا هم له إلا الخروج من المجلبة لأجل رائحة الدمن وجلة انتباهه ألا تنشب رجله في حبل من الحبال فيتردى، فلما وصلا بين التمر والزبيب تغيرت الآراء وحصل عكس ما كان في مجلبة الغنم فهذا يقيِّم أسعار الزبيب والتمر وينظر يميناً وشمالاً لكل جديد، وصاحبه يحس بالتعب ويود الخروج من ذلك السوق لعدم الفائدة.