[الاستغفار]
  فمن أراد خير الدارين فعليه بالاستغفار ليلاً ونهاراً عليه أن يتذكر سيئ أفعاله التي لم يعاجله الله بالعقوبة من أجلها ولم يفضحه الله بسببها فيتوب إلى ربه منها ومن أمثالها فالندم على التفريط علامة المصلحين وطريقة أصحاب التقوى واليقين، الندم على ما مضى طهور لصحائف التائبين وأقوى سبب يدخلك في رحمة أرحم الراحمين.
  انظر في ثناء الله على أهل مناجاته في ظلم الليالي قائلاً ø: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}[آل عمران]، فمن أراد القرب من الله فليستغفر من أراد الوفرة في المال فليكثر من الاستغفار، ومن يريد أولاداً صالحين فعليه بالاستغفار، وأفضل الاستغفار ما صحبه ندم لأنك تذكرت ذنوباً كنت ناسيها أو نعماً أنت مقصر في شكرها وإنما تؤتى البيوت من أبوابها.
  نعم، التوبة مع الندم وتذكر قلة الشكر هي التوبة النصوح التي طلبها ربنا - جلت عظمته - من عباده: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[التحريم: ٨]، سبحان الله العظيم ما ضمن كتابه من المنافع العاجلة والآجلة، أما العاجلة فقد بَيَّن لنا أسباب الرزق بمثل هذه الآية وكذلك أسباب الخروج من الهموم والشواغل يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق]. وبين لنا أقوى أسباب بقاء النعم وذلك حين دلنا على شكره قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ