[قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى]
[قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى]
  
  الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله هداة الأمة وسفينة النجاة إلى يوم الدين، وبعد:
  يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، تأمل يا طالب النجاة في هذه الآية الكريمة ورددها على سمعك وأمعن فيها بنظر قلبك.
  رب العالمين - جلت عظمته - وسيد الأولين والآخرين ~ وعلى آله، الرب ø يأمر نبيه، ونبيه يتوجه بالخطاب إلى أمته، بماذا أمر الله المصطفى؟ أمره أن يتقاضى من أمته الذين أنقذهم من ظلام الكفر والجهل أن لا يقلوا حياءهم على أهل بيت نبيهم، أن لا يعادوهم إرضاءً للشيطان وإخوانه وإغضاباً لله ورسوله.
  نعم، لما كانت الفرصة سانحة في ذلك الحين عندما جاءوا بشيء من المال لرسول الله ÷ مكافأة على إحسانه ورداً للجميل بقطرة مقابل بحر لجي، لم يطلب منهم رسول الله ÷ قليلاً ولا كثيراً فأمره من يعلم السر وأخفى، من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، من يعلم الماضي والحاضر والمستقبل أن يخاطبهم بما أمره به رب العالمين، وهو أن يقول: {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فمن هنا علمنا وتيقنا يقيناً لا شك فيه ولا امتراء أن الآمر بحب قرابة رسول الله ÷ هو الله لا رسوله، فالرادُّ لهذا