[معرفة نعم الله وأداء شكرها]
  وعلى كل حال النعم من الله - عظمت منته - لا أحد من عباده يستطيع عدها، وكل نعمة من نعم الله على عباده التي يعجز الخلق عن إيجادها لا أحد يستطيع أن يقوم بواجب الشكر لموليها وموجدها.
  عندما سئل أمير المؤمنين عن القدر أجاب على السائل بقوله: (بحر عميق فلا تَلِجْه) كذلك كل نعمة، وهذه قطرة من بحر لجي.
  وكل واحد من أسرتك الذين يهمك شأنهم كذلك نعمة الله عليهم نعمة عليك، عناية الله محيطة بعقلك الذي جعل القلب وعاءً له، بوجوده في القلب أنت عاقل، وبغيابه عنه يرتفع عنك التكليف فما هو هذا العقل وأين يذهب إذا نمت أو ازداد ألمك حتى فقدته، وفي حال صغرك حتى بلغت؟
  كم خزنت في تلك العجينة التي هي الدماغ من معلومات بسبب عقلك وإلهام الله لك معلومات مرئية لا ينحصر عددها ومسموعة كذلك ومطعومة ومشمومة وملموسة، فالمنة في جميع ذلك لله، وكل معلومة تفيدك في دين أو دنيا نعمة من الله عليك.
  انظر في نعمة الله عليك بنظرك وتقليب حدقتيك وقد زين وجهك بهما ومكنك من النظر بهما في سمائه وأرضه في بره وبحره وعناية الله بهما محيطة، جعلهما حساستين لكي تسلما من المؤذيات وضعهما في أحسن موضع في الوجه لجماله ولسلامتهما، وفصل بينهما بالأنف لسلامتهما، ويعظم نفعهما إذا وقع في إحداهما أذى