[معرفة نعم الله وأداء شكرها]
  سكبت الدمع لإخراجه، ولكي تسلم من الالتهاب، لا شيء أسرع منهما في قطع المسافات، غَمِّضْهما وافتحهما تشاهد السماء في لحظة واحدة كل ما تفكرت بعقلك في مرئي فذلك بسبب نعمة الله عليك بخلقهما وإيجادهما.
  يُفقِد الله بعض الناس نظره ابتلاءً منه لذلك الشخص، ويعرِّف البصراء نعمة الله عليهم بخلق النظر ولم يحوج أحداً إلى الثناء على غيره من المخلوقين الضعفاء العاجزين فيما تقدم ذكره وفي بقية النعم التي ركبت في جسم الإنسان من قدمه إلى رأسه وفي باطنه وظاهره سواء كانت تلك النعمة جسماً أم عرضاً، مثل الذوق والسمع والبصر والشم واللمس وغير ذلك الكثير والكثير فالله هو الذي أوجدها وخلقها وأحسن تركيبها يغذيها بنعمه ويحرسها بقدرته وعلمه، ولم يحوج الإنسان إلى حمد أحد من المخلوقين والثناء على تلك النعم العظام وغيرها مما يعجز عن تعداده جميع المخلوقين فسبحان واهب النعم وصارف النقم من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
  ثم قال # بعد الثناء على الله بما هو أهله: (اللهم ولكل مثنٍ على من أثنى عليه مثوبة من جزاء أو عارفة من عطاء، وقد رجوتك دليلاً على ذخائر الرحمة وكنوز المغفرة) انظر في كلام سيد الوصيين وتأمل في ثنائه وتضرعه بين يدي رب العالمين متعرضاً بذلك المدح والثناء والتذلل إلى رحمة الله الواسعة ومغفرة