نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في فضل شهر رمضان

صفحة 82 - الجزء 1

  وفي تمام حديث الرسول ÷: «ويبعث الله منادياً ينادي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر كل ليلة إلى سماء الدنيا: يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر، هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل يعط سؤله؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ ولله عتقاء عند وقت الفطر في كل ليلة من رمضان»:

  «يا باغي الخير هلم» - بمعنى أقبل إلى كرم الله العظيم، إلى مضاعفة الأجور التي لم يُعْهَد لها في غير هذا الشهر الكريم مثيل، انظر أيها الراغب في ثواب الله إلى رحمة الله وألطافه كيف أخبرنا على لسان خير خلقه بنداء هذا الملك وإرساله إلى سماء الدنيا، فإذا أجبنا هذا الداعي وامتثلنا فإنا نحوز التجارة التي لن تبور، تجارة يَسَّرها لنا خالقنا له الحمد والمنة، تجارة أسبابها بأيدينا لم يحوجنا فيها إلى دفع الأثمان الباهضة من الأموال ولا إتعاب جوارحنا من حمل الأثقال فالحصول عليها في متناول كل من يقدر على الصيام بل ولو فقد القدرة على الصيام لعذر من الأعذار ما لم يفقد عقله، فالسعيد من المكلفين من لبى داعي الله من سمائه وأجاب رسوله وخير خلقه في أرضه ÷.

  ثم ينادي الملك ثانية: «يا باغي الشر أقصر» - هذا النداء موجه للغافلين من خلقه والعاصين من عباده أن يكفوا عن معاصي الرحمن وأن يستنقذوا نفوسهم من حبائل الشيطان، وهذا معنى: ويا باغي الشر أقصر، إذا لم يوفق المكلف لتوبة وإنابة في شهر رمضان