في فضل شهر رمضان
  أين الشاكرون لهذا الرب العظيم؟ أين أصحاب الخجل والحياء ممن يعرضنا على الخير حتى في منامنا إذا صمنا؟ فهل بقي عذر أو حجة لمن يتغافل عن دخول أبواب رحمة الله الواسعة؟ أو بقي عريان مع وجود أثواب ستر الله السابغة؟ ما أقل حياءنا إذا لم نلم أنفسنا بسبب التقصير، وصدق الله العظيم حين قال في حديث قدسي: «خيري إليك نازل، وشرك إلي صاعد ... إلى قوله: فلو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته» نوم الصائم عبادة وصومه عبادة، عبادتان في وقت واحد، والمجازي عليهما رب واحد.
  «ونفسه تسبيح» - أضيف لهذه الجملة عبادة ثالثة وهي التسبيح، كم يتنفس الصائم في شهر رمضان وهو صائم؟ وكل نفس يكتب للصائم تسبيحة، الصائم ينزه الله وهو في منامه بمعنى يكتبه الله ممن ينزهونه بالتسبيح فالسعيد من عرف فضل الصيام لا سيما في شهر رمضان شهر العفو والغفران، شهر نزول البركات وعتق الرقاب الموبقات من النيران، وصدق سيد المرسلين وأكرم مخلوق على الله من الثقلين حين قال ÷: «لو يعلم العباد ما في شهر رمضان لتمنى العباد أن يكون شهر رمضان سنة».
  فلنصح من رقدة الغافلين ولنختم بقية أعمارنا في طاعة الله، ونلح على الله بالدعاء أن يكتبنا من خير من يمر عليهم شهر رمضان المبارك في كل سنة بقيت من أعمارنا وأن يجبر مصيبتنا فيما مضى من