في فضل شهر رمضان
  أعمارنا فإنها –والله - الخسارة التي لا تعوض والكسر الذي لا يجبر فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  عن رسول الله ÷: «من هجم عليه شهر رمضان صحيحاً سليماً فصام يومه وصلى ورداً من ليله وحفظ فرجه ولسانه، وكفّ يده وغض بصره وحافظ على صلاته مجموعة، وشهد جُمَعَه ثم بكر إلى عيده حتى يشهده فقد استكمل الأجر وصام الشهر وأدرك ليلة القدر وانصرف بجائزة الرب».
  قوله: «فصام يومه» أي: فصام أيامه، وصلى ورداً من ليله –أي: ما تيسر - من الركعات مع الواجب، وحفظ فرجه ولسانه، وما أدراك ما اللسان؟! اللسان غريم تحمله يقول أمير المؤمنين: (مثل الدنيا مثل الحية، لين مسها، قاتل سمها) وكذلك اللسان حية خشنة يقتل الإنسان، وبسببه يكب صاحبه في النار إن لم يتحامل عليه بعزيمة الجهاد الأكبر، قال المصطفى ÷ راداً على معاذ بن جبل: «وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم» فبكلمة واحدة يوحد الإنسان ربه، وبأخرى يخرج من ربقة الإسلام، فالحذر الحذر من سموم اللسان القاتلة، وسكاكينه الباترة، وضربات سيفه الواترة، جروح لم تجبر في قلوب كثير من عباده بسبب كلام الآخرين، وفتن سنين وشهور بسبب كلمات إخوان الشياطين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.