في فضل شهر رمضان
  قوله ÷: «وكف يده وغض بصره» البصر بينه وبين اللسان روابط، أخلاقهم متقاربة، فهذا بالنطق وهذا بالنظر إلى ما حرم الله، يقترف العصيان بالمشاهدة وصاحبه بالخبر، يعصي الإنسان ربه بنعمته البالغة، تستحيي من المخلوق فلا تنظر إلى محرم وإذا خلوت فلا تبالي بعلام الغيوب، فلو فكر الإنسان في شناعة هذا الفعل لطال لذلك حزنه وبكاؤه، وكثر حياؤه، يعصي الإنسان ربه بقيمة النظر قلّت أم كثرت، {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور: ٣٠]، فغضُ البصر في هذه الدنيا عما نهى الله وحرم جزاؤُه في جنات النعيم التمتعُ بالنظر إلى وجوه الراضيات من الحور الحسان، وفي قصور الجنة التي يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، وفي رياض الجنة وما خلق الله فيها من ألوان الورود والأثمار، وكذلك الأشجار والأنهار، نسأل الله السداد وحسن الخاتمة.
  روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الضامئة أكبادهم، وعزتي وجلالي لأروينهم اليوم، قال: فيؤتى بالصائمين فتوضع لهم الموائد وإنهم ليأكلون والناس يحاسبون» الشرف في ذلك اليوم والفرح بلغ منتهاه لمن؟ للصائمين، الله - جلت عظمته - يقسم بعزته وجلاله ليروينَّ الضامئين لأنها ظمئت أكبادهم في الدنيا امتثالاً لأمر الله {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ٦٤}[مريم]، فالجزاء يوم الزحام هو الجزاء، والفخر في