صِحَّتِهِ، وَقَدْ شَهِدَ لَهُ حَدِيْثُ «ثُمَّ لَا يَعُودُ»، وَبِهِ نَأْخُذُ، وَعَلَيْهِ يَعْتَمِدُ مِثْلُنَا. إِلَى قَوْلِهِ: مِمَّنْ لَا يُعَوِّلُ عَلَى آرَاءِ الرِّجَالِ). انْتَهَى.

  وَالْكَلَامُ مُسْتَوفَى فِي مَحَلِّهِ⁣^(⁣١)، وَهَذَا عَارِضٌ، وَالقَصْدُ الإِفَادَةُ.

(١) انظر: (الروض النضير) (١/ ٤٣٢)، (المحلى) لابن حزم (٤/ ٨٧)، (شرح مُشكل الآثار) للطحاوي (١٥/ ٣٠).

وقد أورد الحافظ الكبير ابن أبي شيبة في (المصنَّف) (٢/ ٤١٣) الروايات العديدة حول هذا الموضوع في (مَنْ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ، ثُمَّ لاَ يَعُودُ)، فروى برقم (٢٤٥٥) بإسناده عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (أَنَّ النَّبِيَّ ÷ كَانَ إذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ لاَ يَرْفَعُهُمَا حَتَّى يَفْرُغَ). وروى برقم (٢٤٥٦)، (عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ، قَالَ: أَلاَ أُرِيكُمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ ÷؟ فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا مَرَّةً). وبرقم (٢٤٥٧)، بإسناده عن أمير المؤمنين علي # (أنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ لاَ يَعُودُ). وبرقم (٢٤٥٨)، (عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَبْدِ اللهِ بن مسعود؛ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ مَا يَفْتَتِحُ، ثُمَّ لاَ يَرْفَعُهُمَا). قال المارديني في (الجوهر النقي) المطبوع مع (السنن الكبرى) للبيهقي (٢/ ٧٩): (هذا سند صحيح). ورواه ابن أبي شيبة برقم (٢٤٥٩)، (عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ التَّكْبِيرَةِ، ثُمَّ لاَ يَرْفَعُهُمَا). وبرقم (٢٤٦٠) (عَنْ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذَا كَبَّرْتَ فِي فَاتِحَةِ الصَّلَاةِ فَارْفَعْ يَدَيْك، ثُمَّ لاَ تَرْفَعْهُمَا فِيمَا بَقِيَ). وبرقم (٢٤٦٢) (عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: لاَ تَرْفَعْ يَدَيْك فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا فِي الافْتِتَاحَةِ الأُولَى). وبرقم (٢٤٦٣)، (عَنْ خَيْثَمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَا لاَ يَرْفَعَانِ أَيْدِيَهُمَا إِلَّا فِي بَدْءِ الصَّلَاةِ). وبرقم (٢٤٦٤) أنَّ (قَيْسًا كان يَرْفَعُ يَدَيْهِ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ لاَ يَرْفَعُهُمَا). وبرقم (٢٤٦١) - قال: (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ، وَأَصْحَابُ عَلِيٍّ، لاَ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَّا فِي افْتِتَاحِ الصَّلاَةِ، قَالَ وَكِيعٌ: ثُمَّ لَا يَعُودُونَ). انتهى بتصرف بحذف الأسانيد ونحوها. قال المارديني (٢/ ٧٩) في الكلام على هذه الرواية: (هذا سند صحيح جليل ففي اتِّفاق أصحابهما [أمير المؤمنين علي وابن مسعود] عَلَى ذلك ما يدل على أَنَّ مذهبهما كان كذلك).