المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حجة المخالف في عدم الجهر بالبسملة، والرد عليها]

صفحة 63 - الجزء 1

  مَهْمَا وَقَعَ التَّعَارُضُ بَيْنَ قَوْلِ أَنَسٍ وَابْنِ الْمُغَفَّلِ، وَبَيْنَ قَولِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي بَقِيَ عَلَيْهِ طُولَ عُمُرِهِ؛ فَإِنَّ الأَخْذَ بِقَولِ عَلِيٍّ أَوْلَى.

  فَهَذَا جَوَابٌ قَاطِعٌ فِي الْمَسْأَلَةِ؛ ثُمَّ سَاقَ فِي الاِحْتِجَاجِ إِلَى أَنْ قَالَ:

  وَمَنِ اتَّخَذَ عَلِيًّا إِمَامًا لِدِيْنِهِ، فَقَدْ تَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى فِي دِيْنِهِ وَنَفْسِهِ. انْتَهَى مَا أَوْرَدَهُ البَيْهَقِيُّ بِلَفْظِهِ⁣(⁣١)».

  قُلْتُ: وَمِثْلُ هَذَا لِلْرَّازِي فِي (مَفَاتِيحِ الغَيْبِ) بِلَفْظِهِ⁣(⁣٢).

  وَقَدْ رَوَى جَهْرَ النَّبِيِّ ÷ بِالْبَسْمَلَةِ فِي الصَّلَاةِ الْجَهْرِيَّةِ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ صَحَابِيًّا، كَمَا ذَكَرَهُ الزَّيْنُ العِرَاقِيُّ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي أُسَامَةَ. ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَر الْمَكِيُّ.

  وَرَوَى الإِسْرَارَ سَبْعَةٌ مِنْهُمْ.

  قَالَ فِي (الرَّوْضِ) بَعْدَ إِيْرَادِ هَذَا الْمَبْحَثِ: (وَقَدْ تَقَدَّمَ عَدَمُ صِحَّةِ الاِسْتِدْلَالِ بِكُلٍّ مِنْهَا)⁣(⁣٣). انْتَهَى.

  وَالْبَحْثُ مُسْتَوفَى فِي البَسَايِطِ كَـ (أَمَالِي أَحْمَدَ بْنِ عِيْسَى)، وَ (شَرْحِ التَّجْرِيدِ)، وَ (شَرْحِ التَّحْرِيرِ)، وَ (الْجَامِعِ الكَافِي)، وَ (الشِّفَاءِ)، وَ (الرَّوْضِ النَّضِيْرِ) مِنْ مُؤَلَّفَاتِ العِتْرَةِ، وَكَـ (نَيْلِ الأَوْطَارِ) وَغَيْرِهِ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ غَيْرِهِمْ، وَفِي هَذَا كِفَايَةٌ لِمَنْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهْوَ شَهِيْدٌ.


(١) المصدر السابق.

(٢) انظر (مفاتيح الغيب) للفخر الرازي (١/ ١٦٩)، ومما قاله أيضاً -: (ونحن وإنْ شَكَكْنَا في شيء فإنَّا لا نَشكُّ أنَّه مهما وَقَعَ التعارضُ بين قول أنسٍ وابنِ الْمُغَفَّلِ، وبين قول عليّ بنِ أبي طالب # الذي بَقِيَ عليه طول عمره، فإنَّ الأخذ بقول عليٍّ أَوْلَى، فهذا جوابٌ قاطعٌ في المسألة). وقال أيضًا في (١/ ١٦٨)، بعد أن نقل أن مذهب أمير المؤمنين عليّ # الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم: (وأقول: إنَّ هذه الْحُجَّةَ قويَّةٌ في نفسي، راسخةٌ في عقلي، لا تزول البتّةَ بسبب كلمات المخالفين).

(٣) الروض النضير (٢/ ١٨).