[حي على خير العمل]
  وَفِي (كِتَابِ السَّنَامِ) مَا لَفْظُهُ: الصَّحِيْحُ أَنَّ الأَذَانَ شُرِعَ بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ؛ لِأَنَّهُ اتُّفِقَ عَلَى الأَذَانِ بِهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ؛ وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ إِلَى الصَّلَاةِ، وَقَدْ قَالَ ÷: «خَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ»، انْتَهَى(١).
  وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَه، وَالْحَاكِمُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ ثَوْبَانَ، وَالطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرو، وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ عَنِ النَّبِيِّ ÷: «اسْتَقِيْمُوا، وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ»(٢).
  وَقَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ فِي تَوْضِيْحِهِ(٣): وَقَدْ ذَكَرَ الرُّوْيَانِيُّ أَنَّ لِلْشَّافِعِيَّ قَوْلًا مَشْهُورًا بِالْقَوْلِ بِهِ.
  وَقَدْ قَالَ كَثِيْرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَالِكِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ إِنَّ حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ مِنْ أَلْفَاظِ الأَذَانِ(٤).
  وَقَدْ صَحَّ إِجْمَاعُ الْعِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَلَيْهِ(٥).
(١) الروض النضير (١/ ٣٧٢).
(٢) انظر (الجامع الصغير) للسيوطي (١/ ٦٦)، وقال بعد أن خرَّجه: (صحيح). وروى أيضًا حديث «استقيموا، ونِعِمَّا إن استقمتم، وخيرُ أعمالِكُمُ الصلاةُ، ولن يُحافظَ على الوضوء إلاَّ مؤمن»، وأفاد في تخريجه أنَّه رواه ابنُ ماجه عن أبي أُمَامَةَ، والطبرانيُّ عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامت، ثم قال: (صحيح).
(٣) أفاد الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد @ في (الاعتصام) (١/ ٣٠٧) أنَّه: القاضي العلامة عماد الدين يحيى بن محمد بن حسن بن حميد المقري، واسم كتابه: (توضيح المسائل)، ونقل كلامه الذي في الأصل، ونقل كلامه أيضًا في (الروض النضير) (١/ ٣٧٢).
(٤) الاعتصام (١/ ٣٠٧)، الروض النضير (١/ ٣٧٢).
(٥) وقد تتبعتُ ما روي من إجماعات أهل البيت $ في ثبوت شرعية التأذين بحيَّ على خير العمل، فوجدتُ من ذلك ما بلغ نيِّفًا وعشرين روايةً، من رواية كبار أئمة وعلماء أهل البيت $ وشيعتهم ¤، مع رواية الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #، ومع رواية منظومة الهدي النبوي، كما في الأصل، من ذلك:
١ - - قال الباقر #: أذاني وأذان آبائي: النبيِّ ÷، وعليٍّ، والحسنِ، والحسينِ، وعليِّ بنِ الحسين: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. روى ذلك عنه السيد الإمام أبو عبد اللّه العلوي في (كتاب الأذان بحي على خير العمل) (ص/١٣١). =