المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حي على خير العمل]

صفحة 67 - الجزء 1

  وَرَوَى ابْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِهِ (الإِجْمَاعِ)⁣(⁣١) عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ.

  قَالَ الْحَافِظُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ هَؤُلَاءِ الَّذِيْنَ أَخْرَجُوا هَذِهِ الأَحَادِيْثَ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، - أَعْنِي البَيْهَقِيَّ، وَالْمُحِبَّ الطَّبَرِيَّ، وَابْنَ حَزْمٍ، وَسَعِيْدَ بْنِ مَنْصُورٍ -، فَلْيُرَاجِعْ تَرَاجِمَهُمْ فِي طَبَقَاتِ الْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَغْيِرهِ⁣(⁣٢).

  وَقَالَ إِمَامُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَاءُ الدِّيْنِ فِي كِتَابِهِ (التَّلْوِيْحِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ) مَا لَفْظُهُ: (وَأَمَّا حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، فَذَكَرَ ابْنُ حَزْمٍ⁣(⁣٣) أَنَّهُ صَحَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْف أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ فِي أَذَانِهِمَا: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، قَالَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَفْعَلُهُ)⁣(⁣٤).

  وَرَوَى هَذَا بِسَنَدِهِ السَّيِّدُ جَمَالُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بْنُ الإِمَامِ شَرَفِ الدِّيْنِ⁣(⁣٥).

  وَذَكَرَ سَعْدُ الدِّيْنِ التَّفْتَازَانِيُّ فِي (حَاشِيَةِ العَضُدِ)⁣(⁣٦): أَنَّ حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ كَانَ ثَابِتًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ÷، وَأَنَّ عُمَرَ هُوَ الَّذِي أَمَرَ أَنْ يَكُفَّ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُثَبِّطَ النَّاسَ عَنِ الْجِهَادِ، وَيَتَّكِلُوا عَلَى الصَّلَاةِ.

  وَهْوَ مَعْنَى مَا ذَكَرَهُ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ # فِي (الأَحْكَامِ)⁣(⁣٧)، وَسَيَأْتِي.


(١) كتاب (مراتب الإجماع) لابن حزم (ص/٣٢)، ط: (منشورات دار الآفاق الجديدة).

(٢) انظر: (الروض النضير) (١/ ٣٧١).

(٣) (المحلى) لابن حزم (٣/ ١٦٠)، (الطبعة المنيرية).

(٤) الروض النضير (١/ ٣٧١).

(٥) المصدر السابق.

(٦) حكاها عنه الحافظ السياغي في (الروض النضير).

(٧) الأحكام (١/ ٨٤).