[حي على خير العمل]
  وَرَوَى ابْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِهِ (الإِجْمَاعِ)(١) عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ.
  قَالَ الْحَافِظُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ هَؤُلَاءِ الَّذِيْنَ أَخْرَجُوا هَذِهِ الأَحَادِيْثَ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، - أَعْنِي البَيْهَقِيَّ، وَالْمُحِبَّ الطَّبَرِيَّ، وَابْنَ حَزْمٍ، وَسَعِيْدَ بْنِ مَنْصُورٍ -، فَلْيُرَاجِعْ تَرَاجِمَهُمْ فِي طَبَقَاتِ الْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَغْيِرهِ(٢).
  وَقَالَ إِمَامُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَاءُ الدِّيْنِ فِي كِتَابِهِ (التَّلْوِيْحِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ) مَا لَفْظُهُ: (وَأَمَّا حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، فَذَكَرَ ابْنُ حَزْمٍ(٣) أَنَّهُ صَحَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْف أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ فِي أَذَانِهِمَا: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، قَالَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَفْعَلُهُ)(٤).
  وَرَوَى هَذَا بِسَنَدِهِ السَّيِّدُ جَمَالُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بْنُ الإِمَامِ شَرَفِ الدِّيْنِ(٥).
  وَذَكَرَ سَعْدُ الدِّيْنِ التَّفْتَازَانِيُّ فِي (حَاشِيَةِ العَضُدِ)(٦): أَنَّ حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ كَانَ ثَابِتًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ÷، وَأَنَّ عُمَرَ هُوَ الَّذِي أَمَرَ أَنْ يَكُفَّ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُثَبِّطَ النَّاسَ عَنِ الْجِهَادِ، وَيَتَّكِلُوا عَلَى الصَّلَاةِ.
  وَهْوَ مَعْنَى مَا ذَكَرَهُ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ # فِي (الأَحْكَامِ)(٧)، وَسَيَأْتِي.
(١) كتاب (مراتب الإجماع) لابن حزم (ص/٣٢)، ط: (منشورات دار الآفاق الجديدة).
(٢) انظر: (الروض النضير) (١/ ٣٧١).
(٣) (المحلى) لابن حزم (٣/ ١٦٠)، (الطبعة المنيرية).
(٤) الروض النضير (١/ ٣٧١).
(٥) المصدر السابق.
(٦) حكاها عنه الحافظ السياغي في (الروض النضير).
(٧) الأحكام (١/ ٨٤).