[الإمام أبو حنيفة]
  وَقَالَ أَيْضًا(١):
  قَالُوا تَرَفَّضْتَ قُلْتُ: كَلَّا ... مَا الرَّفْضُ دِيْنِي وَلَا اعْتِقَادِي
  لَكِنْ تَوَلَّيْتُ بَعْدَ طَهَ ... خَيْرَ إمَامٍ، وَخَيْرَ هَادِي
  إِنْ كَانَ حُبُّ الوَلِيِّ رَفْضًا ... فَإِنَّنِي أَرْفَضُ العِبَاد
  وَرَوَى البَيْهَقِيُّ عَنِ الرَّبِيْعِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الشَّافِعِيُّ(٢):
  يَا رَاكِبًا قِفْ بالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ... وَاهْتِفْ بَوَاقِفْ خَيْفِهَا وَالنَّاهِض
  إِلَى قَوْلِهِ:
  إِنْ كَانَ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلَانِ أَنَّي رَافِضي
  قَالَ الرَّبِيْعُ: وَإِنَّمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ هَذِهِ الأَبْيَاتِ حَيْنَ نَسَبَتْهُ الْخَوَارِجُ إِلَى الرَّفْضِ.
  وَقَالَ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزَّرَنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ: وَقَدْ قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ(٣):
  يَا أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ حُبُّكُمُ ... فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ فِي القُرْآنِ أَنْزَلَهُ
  كَفَاكُمُ مِنْ عَظِيْمِ الشَّانِ أَنَّكُمُ ... مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لَا صَلاةَ لَهُ
  وَقَالَ [الزَّرَنْدِيُّ] الْمَدَنِيُّ أَيْضًا(٤): لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ العُلَمَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ، وَالأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ الرَّاشِدِينَ، إِلَّا وَلَهُ مِنْ وَلَايَةِ أَهْلِ البَيْتِ $ الْحَظُّ الوَافِرُ، وَالفَخْرُ الزَّاهِرُ، كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، وَتَجِدُهُ فِي دِيْنِهِ مُعَوِّلًا عَلَيْهِمْ، مُتَمَسِّكًا بِوَلَايَتِهِمْ، مُنْتَمِيًا إِلَيْهِمْ.
(١) ديوان الإمام الشافعي ¦ (ص/٧٢)، بتغيير يسير في بعض الألفاظ.
(٢) ديوان الشافعي (ص/٩٤).
(٣) ديوان الشافعي (ص/١١٥).
(٤) هو الحافظ جمال الدين الزَّرندي ذكر كلامه في نظم درره، كما ذكر ذلك الشريف السّمهودي في (جواهر العقدين) (ص/٣٩٠).