المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الإمام أبو حنيفة]

صفحة 76 - الجزء 1

  وَقَالَ أَيْضًا⁣(⁣١):

  قَالُوا تَرَفَّضْتَ قُلْتُ: كَلَّا ... مَا الرَّفْضُ دِيْنِي وَلَا اعْتِقَادِي

  لَكِنْ تَوَلَّيْتُ بَعْدَ طَهَ ... خَيْرَ إمَامٍ، وَخَيْرَ هَادِي

  إِنْ كَانَ حُبُّ الوَلِيِّ رَفْضًا ... فَإِنَّنِي أَرْفَضُ العِبَاد

  وَرَوَى البَيْهَقِيُّ عَنِ الرَّبِيْعِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الشَّافِعِيُّ⁣(⁣٢):

  يَا رَاكِبًا قِفْ بالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ... وَاهْتِفْ بَوَاقِفْ خَيْفِهَا وَالنَّاهِض

  إِلَى قَوْلِهِ:

  إِنْ كَانَ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلَانِ أَنَّي رَافِضي

  قَالَ الرَّبِيْعُ: وَإِنَّمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ هَذِهِ الأَبْيَاتِ حَيْنَ نَسَبَتْهُ الْخَوَارِجُ إِلَى الرَّفْضِ.

  وَقَالَ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزَّرَنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ: وَقَدْ قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ⁣(⁣٣):

  يَا أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ حُبُّكُمُ ... فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ فِي القُرْآنِ أَنْزَلَهُ

  كَفَاكُمُ مِنْ عَظِيْمِ الشَّانِ أَنَّكُمُ ... مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لَا صَلاةَ لَهُ

  وَقَالَ [الزَّرَنْدِيُّ] الْمَدَنِيُّ أَيْضًا⁣(⁣٤): لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ العُلَمَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ، وَالأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ الرَّاشِدِينَ، إِلَّا وَلَهُ مِنْ وَلَايَةِ أَهْلِ البَيْتِ $ الْحَظُّ الوَافِرُ، وَالفَخْرُ الزَّاهِرُ، كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، وَتَجِدُهُ فِي دِيْنِهِ مُعَوِّلًا عَلَيْهِمْ، مُتَمَسِّكًا بِوَلَايَتِهِمْ، مُنْتَمِيًا إِلَيْهِمْ.


(١) ديوان الإمام الشافعي ¦ (ص/٧٢)، بتغيير يسير في بعض الألفاظ.

(٢) ديوان الشافعي (ص/٩٤).

(٣) ديوان الشافعي (ص/١١٥).

(٤) هو الحافظ جمال الدين الزَّرندي ذكر كلامه في نظم درره، كما ذكر ذلك الشريف السّمهودي في (جواهر العقدين) (ص/٣٩٠).