المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الإمام الشافعي]

صفحة 75 - الجزء 1

  قَالَ ابْنُ الْجَوزِيِّ: كُلُّ إِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِيْنَ فِي الْمَذَاهِبِ بَايَعَ لِإِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ البَيْتِ، فَبَايَعَ أَبُو حَنِيْفَةَ لِإبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَبَايَعَ مَالِكٌ لِأَخِيْهِ مُحَمَّدٍ، وَبَايَعَ الشَّافِعِيُّ لِأَخِيْهِمَا يَحْيَى.

  وَقَدْ ذَكَرْتُ كَلَامَ الْمُحَدِّثِ العَامِرِيِّ⁣(⁣١) صَاحِبِ (البَهْجَةِ) وَ (الرِّيَاضِ الْمُسْتَطَابَةِ) فِي (التُّحَفِ عَلَى الزُّلَفِ) (صفحة/٦٥) في (الطبعة الأولى) وفي (الثانية ص/١٠٢) وفي (الثالثة ص/١٧٠).

  وَذَكَرْتُ هُنَالِكَ اعْتِرَافَ أَئِمَّةِ الْمُحَدِّثِينَ كَالْحَافِظِ ابْنِ حَجَر، وَابْنِ حَزْمٍ، وَالعَامِرِيِّ، لِأَعْلَامِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ كَإِمَامِ اليَمَنِ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ، وَإِمَامِ الْجِيْلِ وَالدَّيْلَمِ النَّاصِرِ لِلْحَقِّ⁣(⁣٢).

  وَقَدْ نَقَلَ البَيْهَقِيُّ عَنِ الرَّبِيْعِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَحَدِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ نَاسًا لَا يَصْبِرُونَ عَلَى مَنْقِبَةٍ أَوْ فَضِيْلَةٍ لِأَهْلِ البَيْتِ، فَإِذَا رَأَوا وَاحِدًا مِنَّا يَذْكُرُهَا يَقُولُونَ: هَذَا رَافِضِيّ، وَيَأْخُذُونَ فِي كَلَامٍ آخَرَ، فَأَنْشَأَ الشَّافِعِيُّ⁣(⁣٣):

  إذَا فِي مَجْلِسٍ ذَكَرُوا عَلِيًّا ... وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِمَةَ الزَّكِيَّهْ

  فَأَجْرَى بَعْضُهُمْ ذِكْرَى سِوَاهُمْ ... فَأَيقِنْ أَنَّهُ لِسَلَقْلَقِيَّهْ⁣(⁣٤)

  إِذَا ذَكَرُوا عَلِيًّا أَوْ بَنِيْهِ ... تَشَاغَل بِالرِّوَايَاتِ العَلِيَّهْ

  وَقَالَ تَجَاوَزُوا يَا قَوْمِ هَذَا ... فَهَذَا مِنْ حَدِيْثِ الرَّافِضِيَّهْ

  بَرِئْتُ إِلَى الْمُهَيْمِنِ مِنْ أُنَاسٍ ... يَرَوْنَ الرَّفْضَ حُبَّ الفَاطِمِيَّهْ

  عَلَى آلِ الرَّسُولِ صَلَاةُ رَبِّي ... وَلَعْنَتُهُ لِتِلْكَ الجَاهِلِيَّهْ


(١) (الرياض المستطابة) ليحيى بن أبي بكر العامري (ص/٣٠٩).

(٢) انظر كتاب التحف شرح الزلف ص ١٦٩ ط ٦ للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) وانظر ديوان الإمام الشافعي ¦ بتغيير يسير في بعض الألفاظ، وحذف بعض الأبيات.

(٤) السَّلَقلقية: التي تحيض من دبرها. تمت من (القاموس المحيط).