[مقتطفات من كلام السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في أهل البيت $]
  وَمِنْ أُوَلَئِكَ الْمُنْتَقِدِينَ مَنْ يَتَكَلَّفُونَ الْبُرُوزَ بِصِفَةِ الاِجْتِهَادِ، بِحَصِيْلَةٍ غَيْرِ كَافِيَةٍ مِنَ العِلْمِ، تَنَاوُشًا(١) مِنْ مَكَانٍ بَعِيْدٍ مِنَ الأَهْلِيَّةِ، الَّتِي مَنَحَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِمَنِ اخْتَارَهُمْ حَفَظَةً لِعُلُومِ الدِّيْنِ، وَأَوْسَعَ لَهَا صُدُورَهُمْ، وَفَتَحَ لَهُمْ بُعْدَ النَّظَرِ فِي مَرَاجِعِ أَحْكَامِ اللَّهِ تَعَالَى.
  وَسَأَنْقُلُ لَكَ هُنَا مِنْ كَلَامِ السَّيِّدِ الْحَافِظِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الوَزِيْرِ(٢)، وَهْوَ أَعْظَمُ مَنْ يَدَّعِي الْمُنْتَقِدُونَ مُتَابَعَتَهُ.
  وَقَدْ سَلَكَ مَنْهَجَهُ، وَاقْتَفَى أَثَرَهُ مَنْ هُمْ أَرْفَعُ شَأْنًا، وَأَعْلَى مَكَانًا مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتَشَبِّعِينَ بِالْعِلْمِ، كَالشَّيْخِ العَلَّامَةِ صَالِحِ بْنِ مَهْدِي الْمَقْبَلِيِّ، وَسَنَأْتِي بِشَيءٍ مِنْ كَلَامِهِ، وَكَالسَّيِّدِ الْمُحَقِّقِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْجَلَالِ، وَالسَّيِّدِ العَلَّامَةِ البَدْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَمِيْر، وَالقَاضِي العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيِّ.
[مقتطفات من كلام السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في أهل البيت $]
  قَالَ السَّيِّدُ العَلَّامَةُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الوَزِيْر فِي كِتَابِهِ (العَوَاصِمِ)(٣) مَا لَفْظُهُ:
  الْخَصِيْصَةُ الأُوْلَى: إِنَّ أَهْلَ البَيْتِ $ اخْتُصُّوا مِنْ هَذِهِ الفَضَائِلِ بِأَشْرَفِ أَقْسَامِهَا، وَأَطْوَلِ أَعْلَامِهَا؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ،
(١) (التَّنَاوُشُ) التَّنَاوُلُ، وَ (الِانْتِيَاشُ) مِثْلُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[سبأ: ٥٢] يَقُولُ: أَنَّى لَهُمْ تَنَاوُلُ الْإِيمَانِ فِي الْآخِرَةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ فِي الدُّنْيَا. تمت من (مختار الصحاح).
(٢) هو إمام الحديث خاصة، والعلوم عامة، من أكابر علماء الزيدية في اليمن، صاحب اليد الطولى في المؤلفات الدينية والأدبية، له كتاب (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان)، وكتاب (العواصم والقواصم)، و (الروض الباسم)، و (إيثار الحق على الخلق)، وغيرها، مولده (سنة ٧٧٥ هـ)، ووفاته (سنة ٨٤٠ هجرية)، على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم، ¥، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. انتهى.
وقد صحَّ رجوعه عن المخالفات التي أثارها الجدال، وقد حققنا ذلك في كتاب (التحف شرح الزلف)، و (لوامع الأنوار)، والحمد لله تعالى على كل حال. تمت من المؤلّف #.
(٣) العواصم والقواصم (٢/ ٤٢١).