المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[مقتطفات من كلام السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في أهل البيت $]

صفحة 81 - الجزء 1

  مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، مِنَ الاِشْتِغَالِ بِجِهَادِ أَعْدَاءِ الله، وَبَذْلِ النُّفُوسِ فِي مَرْضَاةِ الله، - مَعَ الإِعْرَاضِ عَنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا، وَتَرْكِ الْمُشْتَبِهَاتِ، وَالاِقْتِصَادِ فِي الْمَأْكُولِ وَالْمَلْبُوسِ -، وَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْقِيَامِ بِالْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ فِي أَفْضَلِ أَوْقَاتِهَا عَلَى أَتَمِّ هَيْئَاتِهَا، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ الْعَظِيْمِ، وَالتَّهَجُّدِ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالتَّحَرِّي وَالْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَالدُّعَاءِ إِلَى اللَّهِ ø بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذْلِ النَّصِيْحَةِ لِلْنَّاسِ، وَتَعْلِيْمِهِمْ مَعَالِمَ الْهُدَى، إلخ.

  وَلَقَدْ قَالَ لَهُ قَاضِي الشَّافِعِيَّةِ بِالْحَرَمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَهِيْرَةَ لَمَّا رَأَى مِنْهُ مَا لَمْ تَرَهُ عَيْنُهُ، وَلَا سَمِعَتْهُ أُذُنُهُ مِنْ أَحَدٍ: أَيُّهَا السَّيِّدُ الشَّرِيفُ، لَوْ أَنَّكَ تَمَّمتَ كَمَالَكَ بِتَقْلِيْدِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ. فَقَالَ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَيُّهَا القَاضِي، لَوْ كَانَ يَجُوزُ لِي التَّقْلِيدُ لَمْ أَعْدِلْ عَنْ تَقْلِيدِ جَدَّيَّ القَاسِمِ وَالهَادِي؛ إِذْ هُمَا بِالتَّقْلِيدِ أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِمَا؛ لِمَكَانِ العِنَايَةِ فِي أَهْلِ البَيْتِ الإِلَهِيَّة، وَالْمَادَّةِ الْمَعْصُومَةِ السَّمَاوِيَّة، أَفَادَهُ فِي (مَطْلَعِ البُدُورِ)⁣(⁣١).

  وَمِنْ قَصِيْدَتِهِ، دَالِيَّتُهُ الْمَشْهُورَةُ⁣(⁣٢):

  وَأُحِبُّ آلَ مُحَمَّدٍ نَفْسِي الْفِدَا ... لَهُمُ، فَمَا أَحَدٌ كَآلِ مُحَمَّد

  هُمْ بَابُ حِطَّةَ، وَالْسَّفِيْنَةُ، وَالْهُدَى ... فِيْهِمْ، وَهُمْ لِلْظَّالِمِينَ بِمَرْصَد

  وَهُمُ النُّجُومُ لِخَيِّرٍ مُتَعَبِّدٍ ... وَهُمُ الرُّجُومُ لِكُلِّ مَنْ لَمْ يَعْبُد

  وَهُمُ الأَمَانُ لِكُلِّ مَنْ تَحْتَ السَّمَا ... وَجَزَاءُ أَحْمَدَ وُدُّهُمْ فَتَوَدَّد

  وَالْقَوْمُ وَالْقُرْآنُ فَاعْرِفْ قَدْرَهُمْ ... ثَقَلَانِ لِلْثَّقَلَيْنِ نَصُّ مُحَمَّد


(١) مطلع البدور (٤/ ١٤٦).

(٢) انظر هذه القصيدة في (عيون المختار من فنون الأشعار والآثار) للإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي # (ص/١١٥)، وانظر أيضًا في مقدمة التحقيق للجزء الأول من (العواصم) (١/ ٣٢).