الدرس الثالث: عبد الله الذبيح
  هذا الذي عزمت عليه عظيم، وإنك إن ذبحت ابنك لم تتهنَّ العيش من بعده، ولكن لا عليك، أنت على رأس أمرك تثبت حتى نصير معك إلى كاهنة بني سعد، فما أمرتك من شيء امتثلته.
  س ٥/ هل وافقهم عبدالمطلب فيما أشاروا عليه؟
  ج ٥/ نعم، قال عبد المطلب: لكم ذلك، ثم خرج معهم في جماعة من بني مخزوم نحو الشام إلى الكاهنة.
  فلما دخل القوم الشام صاروا إلى الكاهنة فأخبرها عبد المطلب بما عزم عليه من ذبح ولده، فقالت الكاهنة: انصرفوا عني اليوم. فانصرفوا عنها.
  س ٦/ بماذا ردّت عليهم الكاهنة في اليوم الثاني؟
  ج ٦/ لما كان من الغد عادوا إلى الكاهنة، فقالت لهم: كم دية الرجل عندكم؟
  قالوا: عشرٌ من الإبل.
  قالت: فارجعوا إلى بلدكم، وقدموا هذا الغلام الذي عزمتم على ذبحه وقدموا معه عشراً من الإبل، ثم اضربوا عليه وعلى الإبل القداح، فإن خرج القدح على الإبل فانحروها، وإن خرج على صاحبكم فزيدوا في الإبل عشراً عشراً حتى يرضى ربكم.
  س ٧/ ماذا فعل القوم بعد أن عادوا إلى مكة؟
  ج ٧/ لما انصرف القوم إلى مكة أقبلوا على عبدالمطلب فقالوا له: يا أبا الحارث، إن لك في أبيك إبراهيم أسوة، وقد علمت ما كان من عزمه على ذبح ابنه إسماعيل، وإنك سيد ولد إسماعيل، فقدم مالك دون ولدك.