سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[توبة المؤمنين]

صفحة 40 - الجزء 1

  وقال الله ø: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ٧٥}⁣[هود: ٧٥] والإنابة هي التوبة.

  وحكي عن كليم الله موسى: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ١٤٣}⁣[الأعراف: ١٤٣]، وعن داوود: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ٢٤}⁣[ص: ٢٤].

  وعن يونس: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ٨٧}⁣[الأنبياء: ٨٧].

  وقال الله تعالى: {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ١١٧}⁣[التوبة: ١١٧] وقال ø لنبيه: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣}⁣[النصر: ٣].

  وروي عنه ÷ أنه قال: «إنه لَيُغَانُ على قلبي وربما أستغفر الله في اليوم سبعين مرة»⁣(⁣١).

[توبة المؤمنين]

  ثم دعا إليها المؤمنين وقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٣١}⁣[النور: ٣١] وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ


(١) مسلم ٤/ ٢٠٧٥، وأبو داوود ٢/ ١٧٨ رقم ١٥١٥ والطبراني في الكبير ١/ ٣٠٢ رقم ١٨٨٩ وأحمد بن حنبل ٦/ ٢٥٦ رقم ١٧٨٦٥ كلهم بلفظ «إنه ليغان على قلبي وإني أستغفر الله في اليوم مائة».