[أنواع التائبين]
  منك لسنا بأرحمَ لهؤلاء من ربهم، إنما أمَرَنا بالفضل مما أعطانا، وسألنا الرضى عنه فيما حبس عنا، فهؤلاء الذين ضلت مكائده عندهم(١).
[أنواع التائبين]
  وعن بعض الحكماء في التوبة أنها على ثلاث منازل:
  رجل تاب عند نفسه ما لم تعرض له شهوة فإذا عرضت له شهوة أضاع المحاسبة وركبها، وأكثرُ الناس على هذا.
  ورجل تاب بقلبه وجوارحُه تضطرب عليه فيستقيم طورًا ويعدل عن المحجة أُخرى، فهو من نفسه في جهد، وبحسب اجتهاده يزداد صفاءً أو كدرًا.
  ورجل تاب بقلبه وجوارحه، وقد عطف بعضها على بعض فأدمن المحاسبة مخافة أن ينقلب منه بشيء (ينقض توبته)(٢) أو يظفر به عدوه، فهذا الذي استحق(٣) من الله العصمة والتثبيت.
[علامات التوبة وحقيقتها ومعناها]
  وعن بعض الحكماء قال: علامات التوبة أربع: إدمان البكاء على ما
(١) في (هـ، ص) عنهم.
(٢) ما بين القوسين من رضا رب العباد ص ٤٣١.
(٣) في (هـ، ص) استوجب.