[ضرورة ذكر الموت وما بعد الموت]
[ضرورة ذكر الموت وما بعد الموت]
  واعلم: أن أكثر الأشياء دواعي وأقربها(١) بواعث على الغرض المقصود في هذا الكتاب(٢) هو الاستكثار من ذكر الموت، واستشعار النفس أسباب الفوت، والأحوال التي تكون عند الموت وبعد الموت: من البلى في القبر، وأحوال النشور والبعث، وأحوال أهل الجنة والنار، والاستدامة لتصورها، وتمكين ذكرها من النفس حتى يقل مَرَحُها(٣)، ويخفَّ أشَرُها، ويكثرَ إيرادها على القلب حتى تغمُرَه وتستوليَ عليه.
  ومن أحَسَّ من قلبه القساوة وقلة التنبه(٤) فليتصور أحواَله عند الغرغرة، والنزع عند مفارقة الروح للجسد، وكيف يبقى بين أهله طريحًا(٥)، وأحوالَ أهله وأيتامه، وكيف يبكون عليه ويَنْدُبُونَه، وكيف يأخذون عليه ثياب أهل الدنيا، وكيف يطرحونه على المغتسل، وكيف يَلُفُّونه(٦) في الكفن، ويُدلونه في القبر، وكيف يبلى هناك، وكيف تعبث الدواب من الديدان والحيَّات في لحمه(٧) وجلده، وَلْيَنُحْ على نفسه
(١) في (هـ) وأوفرها.
(٢) في (هـ) الباب.
(٣) في (هـ) حتى ينكسر مرحها.
(٤) في (ص) وقلة التثبت.
(٥) في (هـ) طريحًا ذليلاً.
(٦) في (بقية النسخ): يلقونه.
(٧) في (ص): جسمه.