سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[توبة الأنبياء]

صفحة 39 - الجزء 1

باب التوبة

  اعلم أن التوبة منزلة شريفة يجب على الإنسان أن يستصحبها من أول بدايته إلى آخر نهايته، وليس يرتفع عنها⁣(⁣١) أحد من البشر؛ لارتفاع منزلته عند الله وعِظَمِ محله، كما ليس يتضع عنها أحد منهم؛ لكثرة ذنوبه وعظم أوزاره، ألا ترى أن الله ø دعا إلى التوبة الأنبياءَ À والصديقين، (وحكى عنهم)⁣(⁣٢) ومدحهم عليها، وكذلك دعا أهل الفسوق والكفر والفجور.

[توبة الأنبياء]

  قال الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ٣٧}⁣[البقرة: ٣٧]. وحكى تبارك وتعالى عنه وعن حواء أنهما: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٢٣}⁣[الأعراف: ٢٣].

  (وذكر الله تعالى عن نوح # لما قال: {إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٤٦ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ٤٧}⁣[هود: ٤٦ - ٤٧].


(١) في (ص): منها.

(٢) في (ص): وذكر عنهم.