[مكائد الشيطان]
  استعانته به وتضرعه إليه ليعصمه ويوفقه.
[مكائد الشيطان]
  وروي عن موسى بن جعفر(١) @ أن للعدو مكائد:
  فأول مكائده أن يدعو العبد إلى أخذ الشهوات والحرام، فإنْ رأى العبدَ معتصمًا بالله تعالى لاجئًا إليه أيس منه في هذه المنزلة وخنس عنه.
  ثم يدعوه إلى المنافسة في طلب الحلال فإن ظفر بالعبد من هذه الجهة عرض له بالبخل والفاقة وخوف الفقر، وأنساه أياديَ مولاه ø عنده وما مَنَّ به عليه من اليسر بعد العسر.
  فإن لم يظفر به من هذه الجهة ولم يتمكن من تثبيت حب الدنيا في قلبه؛ وأبصر العبدُ مكائدَه خنس عنه، ثم دعاه إلى طلب الحلال للتصدق به على الفقراء(٢)، ويصرفه في الجهاد والحج وصلة الرحم وأبواب الخير؛ فإن ظفر به عَرَّضَه للبخل والفاقة.
  وعَرَضَ عدو الله لأقوامٍ هم بقية الله من خلقه، وقالوا: هذه مكيدة
(١) ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ولد سنة ١٢٨ هـ بالمدينة كان من فضلاء أهل البيت وعلمائهم، لقب بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده وكان سخيا كريما، حبسه الرشيد لما علم أن الناس يبايعونه فلما أبطأ عليه الموت أمر الفراشين من النصارى أن يغموه في الفراش حتى مات، وقيل: دس له السم سنة ١٨٣ هـ الشافي ١/ ٢٤٠. تأريخ بغداد ١٣/ ٢٧.
(٢) سقط من (هـ، ش) على الفقراء.