[الخلوة]
  الله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ٧٨}[التوبة: ٧٨]، وقال: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ٧}[طه: ٧]، وقال: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ٨٠}[الزخرف: ٨٠]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤}[العلق: ١٤].
  وحكي عن داود الطائي أنه قيل له: ألا تنظر؟ هذا فلان فقال: كانوا يكرهون فضول النظر. وحكي أنه قرع عليه الباب ففتح وأخرج رِجْلاً من الحجرة وأبقى رِجْلاً وقال: وكانوا يكرهون فضول المشي، وحكي أن بيته كان حارًا فقيل له: لو خرجت إلى ظل البيت لتجلس فيه؟(١) فقال هذه خُطىً لا أدري ما هي؟ وحكى أنه ربما وقع الذباب على وجهه فلا يُطيِّرُهُ حتى يجرح في وجهه، وقيل له: لو سرَّحت لحيتك؟ فقال: إني إذًا الفارغ.
[الخلوة]
  ويستعين على ما قدمنا ذكره من ضبط هذه الجوارح بالخلوة والانقطاع عن الناس والفرار منهم إلا من كان منهم على (منهجه)(٢) وطريقته، وكان طالبًا لما يطلب، ومريدًا لما يريد، فعند ذلك تحصل له منزلة المريدين، جعلنا الله منهم.
(١) في (ص) فجلست فيه.
(٢) في (ص): منهاجه.