العبيد⁣^(⁣١) عن التحقيق، وأن يَسِمَ نفسه بسمتهم وهو مقام التسليم⁣^(⁣٢) فلا يأتي ولا يذر ولا يتحرك ولا يسكن إلا بأمر الله ø ورضاه، ثم تكون بعد ذلك أحوال العارفين ومقاماتهم، وليس ذلك من غرض كتابنا هذا؛ لأن كتابنا هذا مقصور على ذكر منازل المريدين وكيفية سيرهم وقصدهم وذكر القواطع لهم.

[أعظم موانع القرب مخالفة الشرع]

  ومن القواطع العظيمة للمريد أن يوهمه العدو (العلو)⁣^(⁣٣) والزيادة، وملابسة أمور مضادة للشرع، منافية له، مجانبة لسبيله: كسماع الغناء، وكالرقص، وكالاشتغال بالنِّردِ وسائر الملاهي⁣^(⁣٤)، والإخلال بالواجبات حتى إنه يؤديه⁣^(⁣٥) إلى ترك الصلوات المفروضات، ويوهمه أن ذلك⁣^(⁣٦) حالة شريفة تنبه بها وفاز بمرتبتها⁣^(⁣٧)، ولقد رأيت شيخًا مُسِنًا من جهلة الصوفية كان يتأسف على أعوام مرت به لم يُصَلِّ فيها، وكان

(١) في (هـ) معالم العبيد.

(٢) في (ص) مقام الأمر.

(٣) سقط من (هـ، ص) العلو.

(٤) في (هـ، ش) بالنرد والملاهي.

(٥) في (ص) ربما يؤديه.

(٦) في (ش) تلك.

(٧) في (هـ) برتبتها، وفي (ش) بمنيتها.