سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[كيف تكون التوبة]

صفحة 43 - الجزء 1

  وروي عنه ÷ أنه قال في دعائه: «أعوذ بك أن أُشْرِكَ بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم»⁣(⁣١) فاستغفاره ÷ مما لا يعلم مما عبر عنه بالشرك من جملة الأفكار والخواطر، ويدل على ذلك قول إبراهيم #: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}⁣[البقرة: ٢٦٠] فطلب # دفع الخواطر التي تعرض.

  وتوبُة المريدين⁣(⁣٢) الصالحين يكون أكثرها من الغفلات والزلات.

  (وتوبُة من دونَهم تكون من المعاصي صغارها وكبارها بحسب أحوال الناس)⁣(⁣٣)، وتوبُة من يبلغ بمعاصيه الكفر تكون منه وما قاربه.

[كيف تكون التوبة]

  وهيئة التوبة⁣(⁣٤): هي الندم على جميع ما ارتكب الإنسان من المعاصي، وأخل به من الواجبات؛ مع العزم على ترك المعاودة إلى شيء من أمثاله، وألاّ تخلو مع ذلك من الإشفاق والخوف؛ إذ لا يأمن أن لا تكون توبته واقعة في الإخلاص وغيره على ما يجب.


(١) مجمع الزوائد ١٠/ ٢٢٣ - ٢٢٤.

(٢) في بعض النسخ وتوبة الصالحين، وبعضها وتوبة المريدين الصالحين.

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ش، ص).

(٤) في (هـ) وجملة التوبة.