[من مكائد الشيطان]
[من مكائد الشيطان]
  واعلم علمك الله الخير أن للشيطان كيدين يقطع المريد بكل واحد منهما عن سيره وقصده، ويرده عن طريقه ونهجه، ولكل واحد من الكيدين تفاصيل نحن نذكر جملة(١) ليعرفها المريد ويحذر منها(٢) كل الحذر:
  فأول الكيدين القاطعين له عن غرضه: أن يدعوه إلى الُقرَبِ التي هي النوافل، وهي له في الحقيقة قواطع وشواغل، وذلك نحو أن يدعوه إلى تحصيل المال ويوهمه أنه يَسُدُّ خَلَّةَ أهل الفقر والمسكنة، ويعود به على الأيتام والأرامل، ويصلح الجسور والقناطر، ويبني به المساجد، ويستعين به على الحج والغزو، فإذا سَوَّلَ له ذلك - زين له الشُّحَّ، وشغله بالجمع حتى يعود تاجرًا إن كان من التجار، أو بانيا إن كان من أهل البناية(٣)، أو عامل سلطان إن كان من العمال، فإذا شغله بذلك حال بينه وبين همه، وصرفه عن طريق المجاهدة، ثم يوشك أن يغلبه الهوى ويرده على عقبيه.
  وربما دعاه إلى الاشتغال بجمع العلوم، وأوهمه(٤) أن يقمع به
(١) في (هـ) نحن نذكر جملها ليعرفها المريد.
(٢) في (هـ) منهما.
(٣) في (هـ) أو نائبًا إن كان من أهل النيابة.
(٤) في (ص) يوهمه.