[اختلاف التوبة باختلاف أحوال الناس]
  اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤}[الزمر ٥٣ - ٥٤].
  وبلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال لأبي ذر |: «يا أبا ذر، إنَّ حقوقَ الله أعظمُ من أن تَقوم بها العباد، ولكن امسُوا تائبين وأصبحوا تائبينَ»(١).
  فلا يظن ظان أنه قد ارتفعت منزلته لإخلاصه وانقطاعه إلى الله تعالى عن التوبة، ولا يظن أحد أنه قد انحطت منزلته عند الله؛ لكثرة خطاياه وذنوبه من الكفر والفسق عن التوبة، فلا أرفع منزلة من الأنبياء(٢)، ولا أوضع حالاً من الكفار، فكل منهم مبعوث على التوبة مدعو إليها محمود عليها.
[اختلاف التوبة باختلاف أحوال الناس]
  إلاَّ أن أحوال الناس تختلف في التوبة:
  فتوبة الأنبياء $ والصديقين أكثرها يكون من الأفكار والخطرات(٣)، ولذلك ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «إنه ليُغَانُ على قلبي وربما استغفرت الله في اليوم سبعين مرة».
(١) ما بين القوسين في (هـ، ك) وفي (ش، ص) ذكر ما بين القوسين مجملًا فقال: مع ما ذكر عن كثير من أنبيائه وأوليائه في التوبة والإنابة.
(٢) في (ص) فلا أحد أرفع.
(٣) في (ص) الخواطر.