سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[ترك الشبع]

صفحة 66 - الجزء 1

  وعن القاسم بن إبراهيم ~ قال: «لن يملك أحد ضَبْطَ نفسه وفكرته، ويقوى على ما يفوز به في آخرته حتى يقوى على ترك شهوته، ويؤثر محبة الله تعالى على محبته». وحكي عن أبي سليمان الدارني⁣(⁣١) أنه قال: «لأن أترك من عشائي لقمة أحب إلي من أن أقوم إلى الصباح»⁣(⁣٢).

  وقال النبي ÷ لأبي ذر: «أقِلَّ الكَلاَم والأكلَ تَكُنْ معي في الجنة». وقال رجل لابن عمر: اتخذ لك الجوارش؟ قال: وما الجوارش؟ قال: شيء إذا أكلته خفف عليك ثقل الطعام، قال له: ما شبعت منذ أسلمت⁣(⁣٣).

  وعن سهل بن عبد الله أنه قال: أدنى ما ينال العبد من الشرِّ في الشبع أن يفقد الخشوع في صلاته وسائر عباداته، ويعتاض من الخشوع الفكر في الصلاة في أحوال الدنيا، وأدنى ما ينال به من الخير في أخذ الضرورة من الحلال إدراك الخضوع في تأدية الفرض والعبادة.


(١) هو عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني نسبة إلى داريا من قرى دمشق، زاهد، له كلام متين في السياحات الربانية ت ٢٠٥ هـ صفوة الصفوة ٤/ ١٥٣ سير أعلام النبلاء ١٠/ ١٨٢.

(٢) صفوة الصفوة ٤/ ١٥٤. وحلية الأولياء ٩/ ٢٨٧. و ابن عساكر ٣٤/ ١٢٩.

(٣) حلية الأولياء ١/ ٣٧٢، بما يوافق ذلك.