باب العبادات
  أعود فلا أنام الله عيني(١).
  وحكي عن سهل بن عبد الله(٢) أنه سئل عن أكل الخبز أو شربه أيهما أفضل؟ فقال: شربه لمن لابد له من كثرة الأكل؛ لأن بين المضغ للخبز إلى شربه قراءة خمسين آية من كتاب الله تعالى.
  وروي أن مالك بن دينار(٣)، وأيوب السختياني(٤) دخلا على امرأة عابدة فإذا هي قائمة تصلي فجلسا فأسرعت في صلاتها ثم التفتت إليهما فقالت: ما حاجتكما؟ فقالا: جئنا زائرَينِ مُسَلِّمَينِ، فقالت: قد خلصتما فقوما عني لا تشغلاني عن عبادة ربي فإني أُبَادِرُ طَيَّ صحيفتي، فسئل عنها، فقيل: هذه مليكة بنت محمد ابن المنكدر بلغت مبالغها(٥).
  تم الكتاب والحمد لله رب العالمين.
  ***
(١) تهذيب الكمال ٣٢/ ٧٠.
(٢) سهل بن عبد الله بن يونس التّستري: من زهاد الصوفية المحدثين، له كلمات نافعة ومواعظ حسنة توفي سنة ٢٨٣ هـ أعلام النبلاء ١٣/ ٣٣٣، وحلية الأولياء ١٠/ ١٩٨.
(٣) عالم محدث زاهد. ت ١٢٧ هـ. سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٦٢.
(٤) ابن أبي تميمة كيسان العنزي ولد سنة ٦٨ هـ تابعي من الحفاظ العباد الزهاد. ت. سنة ١٣١ هـ بالبصرة. أعلام النبلاء ٦/ ١٥، طبقات بن سعد ٦/ ٢٤٦.
(٥) عابدة مجتهد. كَلَمَتْ في الرفق بنفسها فقالت: دعوني أبادر طي صحيفتي. ت ١٣٦ هـ، وصفوة الصفوة ٢/ ١١٨، والمنتظم ٧/ ٣٥٧.