سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب العبادات

صفحة 86 - الجزء 1

  أعود فلا أنام الله عيني⁣(⁣١).

  وحكي عن سهل بن عبد الله⁣(⁣٢) أنه سئل عن أكل الخبز أو شربه أيهما أفضل؟ فقال: شربه لمن لابد له من كثرة الأكل؛ لأن بين المضغ للخبز إلى شربه قراءة خمسين آية من كتاب الله تعالى.

  وروي أن مالك بن دينار⁣(⁣٣)، وأيوب السختياني⁣(⁣٤) دخلا على امرأة عابدة فإذا هي قائمة تصلي فجلسا فأسرعت في صلاتها ثم التفتت إليهما فقالت: ما حاجتكما؟ فقالا: جئنا زائرَينِ مُسَلِّمَينِ، فقالت: قد خلصتما فقوما عني لا تشغلاني عن عبادة ربي فإني أُبَادِرُ طَيَّ صحيفتي، فسئل عنها، فقيل: هذه مليكة بنت محمد ابن المنكدر بلغت مبالغها⁣(⁣٥).

  تم الكتاب والحمد لله رب العالمين.

  ***


(١) تهذيب الكمال ٣٢/ ٧٠.

(٢) سهل بن عبد الله بن يونس التّستري: من زهاد الصوفية المحدثين، له كلمات نافعة ومواعظ حسنة توفي سنة ٢٨٣ هـ أعلام النبلاء ١٣/ ٣٣٣، وحلية الأولياء ١٠/ ١٩٨.

(٣) عالم محدث زاهد. ت ١٢٧ هـ. سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٦٢.

(٤) ابن أبي تميمة كيسان العنزي ولد سنة ٦٨ هـ تابعي من الحفاظ العباد الزهاد. ت. سنة ١٣١ هـ بالبصرة. أعلام النبلاء ٦/ ١٥، طبقات بن سعد ٦/ ٢٤٦.

(٥) عابدة مجتهد. كَلَمَتْ في الرفق بنفسها فقالت: دعوني أبادر طي صحيفتي. ت ١٣٦ هـ، وصفوة الصفوة ٢/ ١١٨، والمنتظم ٧/ ٣٥٧.