مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

عمرة القضاء

صفحة 109 - الجزء 1

  عليهم ومن جاء قريشا من أصحاب محمد فما عليهم أن يردوه ومن أحب أن يدخل مع محمد فلا اعتراض، عليه ومن أحب أن يدخل مع قريش فلا اعتراض عليه. فلما تم الصلح أمر بنحر البدن وأحلوا جميعاً ولما كان في طريق رجوعه نزلت عليه سورة الفتح ففهم بعضهم فتح الحديبية وفهم بعضهم فتح مكة تبشيراً وعبر بالماضي عن المستقبل لتحقق وقوعه والله أعلم.

عمرة القضاء

  لما منع ÷ من العمرة عام الحديبية شرط على أهل مكة أن يقضيها في العام القادم فلما أراد الرسول ÷ نادي في الناس يتجهزون للخروج إلى عمرة القضاء فأقبل الناس مليين هذا النداء فتقدمهم النبي الله على ناقته القصواء ولما عرفت قريش بمقدم محمد وأصحابه خرجت عن مكة عملاً بصلح الحديبية وصعدت في التلال المجاورة حيث نصبت خيامها هناك مطلين على مكة فلما وصلوا إلى أطراف مكة أحاط كبار الصحابة بالنبي ÷ وصارت الصفوف من خلفهم فلما انكشف البيت الحرام أمامهم نادوا بالصوت الواحد «لبيك لبيك» متوجهين بالقلوب والأرواح إلى الله ، محيطين إكبارة لهذا الرسول الذي بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولقد كان مشهدة عظيمة من مشاهد التاريخ التي اهتزت له أرجاؤه والذي جذب قلوب أشد المشركين صلابة فلما وصلوا أدوا مناسك العمرة منادين بلا إله إلا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وخذل الأحزاب وحده وهو أول دخول لمكة بعد منعهم سبع سنين فكان له الأثر العظيم.