غزوة بدر الكبرى

  كانت في ١٧ شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة وموقعها قريب من ساحل البحر بنحو مرحلة ويسمونها بدر حنين وهي بين جبال من الشمال إلى الشرق جبال وعرة ومن الجنوب آكام وكانت الغزوة يوم الجمعة وهي التي نصر الله فيها رسوله وأعز جنده وكان سببها قتل عمرو الحضرمي الذي قتل في سرية عبد الله بن جحش والسبب الثاني وهو الصحيح أن أبا سفيان قدم من الشام في عير لقريش عظيمة باموال كثيرة لما سمع بها رسول الله ندب المسلمين إليهم وقال: هذه أموال الناس اخرجوا إليها فانتدب الناس وقد كان أبو سفيان قد سمع أن رسول الله يريده فحذر واستأجر ضمضم بن عمرو إلى مكة يخبرهم الخبر ويستنصرهم فلما بلغهم خرجوا مسرعين ولم يبق أحد من أشراف مكة إلا أبو لهب وقد استأجر غيره مكانه وكان الذي خرج من قريش نحو الف رجل منهم بستمائة دارع ومعهم ١٠٠ فرس ومائة درع غير درع المشاة وكان حامل لوائهم السائب بن يزيد ثم أسلم وحسن إسلامه وهو الأب الخامس للشافعي وخرج معهم سبعون بعيراً ومعهم القيان والمغنيات يضربن الدفوف وهم في غاية من البطر والخيلاء اعتماداً على كثرتهم كما قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ٤٧}⁣[الأنفال: ٤٧] وفيهم الأشراف والرؤساء وانزل الله فيهم {إِنَّ الَّذِينَ