ثلاث وستين سنة على القول الصحيح ورثاه حسان وغيره بأشعار كثيرة ونشير إلى صفاته وشمائله باختصار إن شاء الله تعالى.

صفته

  كان أبيض مشرباً بحمرة، واسع الجبين، عظيم الرأس من غير إفراط، حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الحاجبين مقرونهما كانت الفرقة التي بين الحاجبين يسيرة لا تبين إلا لمن دقق في النظر، أهدب الأشفار، أقنى الأنف، واضح الخدين⁣^(⁣١) ليس فيهما نتوء ولا ارتفاع، كث اللحية، ضخم الكراديس⁣^(⁣٢)، غليظ الكتفين، شثن الكفين والقدمين⁣^(⁣٣)، لم يكن بالطويل ولا بالقصير وهو إلى الطول أقرب، إذا التفت التفت جميعا، نقي الثوب، لين الكلام، حسن الصوت، قويهُ لا يقول هجراً ولا ينطق هذراً، يخاطب الإنسان على قدر عقله، يكلم كل قبيلة بما تعرفه، واسع الإطلاع بلغة العرب وغيرها، إذا ضحك تبسم، يقابل السيئة بالحسنة، يصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويعفو عمن ظلمه، ولا يتكلم في غير حاجة يتفقد أصحابه ويسأل عنهم، فمن كان غائباً دعا له ومن كان شاهداً زاره ومن كان مريضاً عاده، عنده الناس في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء لا ترفع فيه الأصوات، قال ÷: «بعثت لأتمم مكارمَ

(١) بمعنى أسيل الخدين. تمت.

(٢) العظام العظيمة. تمت.

(٣) أي عظيم الكفين والقدمين مع كثرة لحمها.