المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
  آخي رسول الله ÷ بين المهاجرين والأنصار ليحصل التعاون والتكاتف والألفة الدينية وذلك بعد قدومه المدينة بخمسة اشهر وبادر إليها النبي لما فيها من الفوائد العظيمة، لتزول وحشة المهاجرين ويؤنسهم من فرقة الأهل والعشيرة ويشد بعضهم ازر بعض وليفهموا أن المؤمنين يد واحدة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وتحصل المعاونة على الحق وعلى الجهاد وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي تقتضي الألفة والتعاطف وقيل إنه آخى بينهم حتى في التوارث حتى نزل قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}[الأحزاب: ٦] نسخت الموارثة، قيل: الذين وقع بينهم المؤاخاة في بادئ الأمر خمسة وأربعون من المهاجرين مع مثلهم من الأنصار وقيل: أكثر، هذا وأخذ بيد علي وقال: هذا أخي في الدنيا والآخرة، فبعد ذلك صاروا إخوة في الدين وقام الأنصار بالاحترام والإكرام للمهاجرين على حداثة عهدهم حتى صاروا مثلاً يضرب بهم في التعاون والإيثار بالأموال والأنفس، روي عن ابن عباس أن رسول الله ÷ قال للأنصار: «إن شئتم قسمتم للمهاجرين في أموالكم ودُوركم ونقسم لكم من الغنائم كما قسمتم لهم، وإن كانت الغنيمة لهم فلكم أموالكم ودوركم فقالوا: إنا نشاركهم في أموالنا ودورنا ولا نشاركهم في الغنيمة فأنزل الله فيهم {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٩}[الحشر: ٩].