مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

زواجه بخديجة

صفحة 18 - الجزء 1

زواجه بخديجة

  كانت خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزي بن قصي، امرأةً حازمةً شريفةً غنيةً جميلةً من أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً، وكانت تُدعى في الجاهلية بالطاهرة وبسيدة قريش، وقد خطبها كثير فلم ترض وطلبت من النبي أن يسافر مع عبدها ميسرة في تجارة لها، وفي نفسها شيء مما قد بلغها من ابن عمها ورقة بن نوفل وتريد أن تتاكد فربحت ربحاً كثيراً وأخبرها عبدها ميسرة أنه رأى أشياء خارقة، من تظليل الغمام له من الشمس وغير ذلك، فحملها على أن تخطبه فارسلت هي إليه. أرسلت أختها ترغبه في الزواج، فقال ÷: «ما بيدي ما أتزوج به» قالت: [فإن كفيت ذلك، ودعيت إلى الجمال والشرف] قال: «أفعل إن شاء الله»، فأرسلت إليه أن يأتي في ساعة كذا وكذا وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، فحضر وحضر معه عمومتها وابن عمها ورقة فخطب أبو طالب خطبة بليغة أشاد فيها بمحمد وببني هاشم ثم خطب بعده ورقة بخطبة بليغة، فوقع العقد، وقد حضر صناديد قريش، وكان العاقد ابن عمها وهو عمرو بن أسد، تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة بنت أربعين سنة وولدت فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وقيل: الطاهر والقاسم والله أعلم.