أذان بلال على ظهر الكعبة
خطبة رسول الله
  خطب رسول الله ÷ قيل: قام على باب الكعبة وقال: «يا أهل مكة ماترون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» أعتقهم رسول الله ÷ وقد كان أمكن منهم فبذلك يسمون أهل مكة الطلقاء، ثم بايعوا رسول الله ÷ وكان ممن بايع معاوية بن أبي سفيان.
أذان بلال على ظهر الكعبة
  هذا بلال بن رباح الذي عُذب قبل عشر سنين هاهو يؤذن بحرية مطلقة سبحان الله من تغير الأحوال فلما أذن فمنهم المستهزئ ومنهم من يذم بلالاً ومنهم المستبشر الفرح بالإسلام فأهل مكة شداد غلاظ لم يسلموا إلا كرهاً بعد دخول رسول الله ÷ مكة ولم يبق لهم مفر ثم طلب منهم البيعة فبايع بعضهم خوفاً وفرقاً(١) والله أعلم.
  نعم نتأمل في ظرف عشر(٢) سنين نصره الله ودخل مكة عنوةً وهو يحمد الله تعالى رافعاً رأسه بفضل الله تعالى: بعد أن خرج هارباً خائفاً وبعد ما تلقى من الأذى فنصره الله عليهم في مدة قرية ومليكهم ثم من عليهم بالعتق فهو نصر الله ينصر من يشاء، أما الرسول الأعظم فهو صفي الله وحبيبه وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه فهو حقيق بكل تكريم.
(١) عطف تفسيري بمعنى خوفاًو هلعاً. لاتمت.
(٢) لعلة في ظرف ثمان سنين لأن فتح مكة كان في رمضان سنة ثمان هجرية. تمت.