بيعة العقبة الثانية
بيعة العقبة الثانية
  بيعة العقبة الثانية وقعت في السنة الثالثة عشرة اتفق جماعة من الأنصار على لقاء النبي ÷ مستخفين لا يشعر بهم أحد فوافوا مكة في موسم الحج واجتمعوا به وواعدوه وسط أيام التشريق فخرجوا ليلاً بعد مضي ثلثه فلقيهم رسول الله ÷ وخرج معه عمه العباس بن عبد المطلب ليستوثق منهم وهو أول من بايع تلك الليلة وأول من تكلم فقال: يا معشر الخزرج إن محمداً منا حيث قد علمتم في عزة ومنعة وإنه قد أبي إلا الانقطاع منكم فإن كنتم ترون أنكم توفون بما وعدتموه فأنتم وذاك وإن كنتم ترون أنكم مُسلموه فمن الآن دعوه فإنه في عز ومنعة، فقالت الأنصار: قد سمعنا ما قلت فليتكلم رسول الله وليأخذ لنفسه، فتكلم وتلا القرآن ورغب في الإسلام وقال ÷: «تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم»، وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود فاخذ بيده وقال: والذي بعثك لنا لنمنعنك مما يمنع منه ذرارينا فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحرب، وقال أبو الهيثم(١) بن التيهان: إن بيننا وبين الناس حبالاً نحن قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن أظهرك الله ø أن ترجع إلى قومك وتدعنا، فتبسم رسول الله ÷ وقال:
(١) أحد أعلام الصحابة، شهد المشاهد كلها مع رسول الله ÷ له ثم من بعده مع أمير المؤمنين علي # واستشهد في صفين. تمت.