قتل حمزة |
قتل حمزة |
  استأجرت هند بنت عتبة وحشياً لقتل علي وحمزة فقال: أما علي فلا أقدر لأنه يتلفت وأما حمزة فإني سأكمن له وهو يقدم ولا يبالي فكمن له ورماه بحربة فقتله فمثلت به هند لعنها الله وأرادت أن تأكل من كبده فلاكتها فلم تقدر على أن تسيغها. فالتمس رسول الله ÷ عمه حمزة فوجده قد مَثلُوا به فقال: «لئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلاً» وقال اصحابة مثلة فانزل الله تعالى قولة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ١٢٦}[النحل: ١٢٦] فقال: «أحتسب لله وأمتثل» ونهي عن المثلة، ودفن رسول الله قتلى المسلمين في محل واحد بعد أن صلى عليهم ولم يغسل أحدا منهم ومن كان قد أخذوه إلى المدينة ردوه وقال ÷: «يدفن الجميع في مضاجعهم».
  رجع رسول الله إلى المدينة يدعو الله وبحمده ويعظمه وهو يهدئ روع النساء ويصبرهن ويدعو لهن وينهاهن عن اللطم وشق الجيوب ويدعو للشهداء ولم يعنف أحداً من المنهزمين وإنما خاطبهم بالقول اللين وعفا عنهم فزاد في الفضل والإحسان قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: ١٥٩].