شق الصدر
صفحة 14
- الجزء 1
شق الصدر
  فلما رجعنا إلى بلدنا بقي عندنا أشهراً، وقبل سنتين وأنه هو وأخوه في بهم لنا(١) إذ أتانا أخوه يشتد ويصيح يا أماه يا أبتاه فقلنا: مالك؟ قال: إن أخي القرشي قد أخذه رجلان وبقروا بطنه، قالت: فجئت أنا وأبوه فوجدناه قائماً منتقعاً. فقلنا: ما بالك؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقا بطني والتمسا فيه شيئاً ما أدري ما هو، فرجعنا إلى خيامنا وكان هناك يهودي فأخبرناه فضمه وقال: اقتلوه واقتلوني معه، فأخذناه وقال زوجي: يا حليمة والله إني أخاف على هذا الولد فلو أرجعتيه إلى أمه، فارجعته فقالت أمه: ما بالك أرجعتيه وكنت عليه حريصة، فما زالت بي حتى أخبرتها بما وقع فقالت: أو تخوفتِ عليه الشيطان فما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني هذا لشأنا فدعيه وانطلقي راشدةً.
(١) البُهم: صغار الغنم.