مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

عدد الغزوات والبعوثات

صفحة 134 - الجزء 1

  فأخلد فيكم إلا أني لاحق بربي وأنكم لاحقون بي فأوصيكم بالمهاجرين الأولين خيراً ولا يحملنكم استبطاء أمر على استعجاله فإن الله لا يعجل بعجلة أحد ومن غالب الله غلبه ومن خادع الله خدعه {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ٢٢}⁣[محمد: ٢٢] وأوصيكم بالأنصار فإنهم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلكم أن تحسنوا إليهم الم يشاطروكم في الأموال والثمار؟ الم يوسعوا لكم في الديار؟ ألم يؤثروكم على أنفسهم وبهم خصاصة؟ ألا وإني فرط لكم وأنتم لاحقون بي الا وإن موعدكم الحوض الا فمن أحب أن يرده علي غدا فليكفف يده ولسانه» اه.

  وهذه آخر خطبة خطبها فلم يصعد المنبر بعد ذلك اليوم وقد أوصي المسلمين بالمحبة والاتحاد والأخوة بين المهاجرين والأنصار وغيرهم ونهاهم عن التقاطع والاختلاف وهو في شدة المرض حرصا منه على الإصلاح فمن الحق أن نذرف الدمع عليه باستمرار (نذرف الدمع عليه لو عرفنا وعقلنا)، وقد ارتج المسلمون لمرضه ثم لموته كثر البكاء والنحيب وبعضهم فقد شعوره وفقدت العقول وتغيرت الحواس وهو حقيق⁣(⁣١) بذلك كيف وهو الرحمة العظيمة التي من الله بها على خلقه فصلوات الله عليه حين خُلق وحين بعث وحين توفي وعلى آله تدوم من يومنا إلى يوم الدين ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وتوفي وهو في


(١) أي جدير وأهل لذلك ÷. تمت.