صفته
  الأخلاق» وكان أشد الناس خشيةً من الله وخوفاً منه، وقد وصفه الله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم: ٤].
  ووصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وهو العارف به حقيقة قال زيد بن علي # كان علي # في مسجد الكوفة وأقرب الناس إليه الصحابة والتابعون إذ قال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين صف لنا رسول الله كأننا ننظر إليه فإنك أحفظ لذلك منا، قال فضرب رأسه ورق لذكر رسول الله ÷ واغرورقت عيناه قال ثم رفع رأسه ثم قال: (نعم كان رسول الله أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، دقيق العِرنين، أسيل الخدين، دقيق المسربة، كث اللحية كان شعر رأسه مع شحمة أذنيه إذا طال كأنما عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته يجري كالقضيب لم يكن في صدره ولا في بطنه شعر غيره إلا نبذات في صدره، شثن الكف والقدم إذا مشى كأنما يتقلع من صخر وينحدر في صَبَب إذا التفت التفت جميعاًن لم يكن بالطويل ولا العاجز اللئيم، كأنما عرقه اللؤلؤ ريح عرقه أطيب من المسك، لم أر قبله ولا بعده مثله) وهذا وصف عظيم قد أحاط بالوصف الكامل، إن من يطالع سيرة رسول الله ÷ بإمعان ويفكر في أخلاقه وفي تلك الشخصية العظيمة ويتصور كيف كان متصفاً بجميع الأخلاق السامية فإنه يتحقق أنه سيد الخلق أجمعين حقيقة وإن الخلو من جميع المعائب واجتماع الفضائل في شخص واحد من