مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الفصل الرابع في الجهاد

صفحة 61 - الجزء 1

الفصل الرابع في الجهاد

  لما هاجر لا زالت القبائل تتوارد والوفود تتابع وكثر المسلمون وتكونت الدولة الإسلامية، أذن له بالجهاد وقتل من لم يدخل في الإسلام وذلك في اثنتي عشرة خلت من شهر صفر في السنة الثانية من الهجرة وقد مكث يدعو كفار قريش بمكة ثلاث عشرة سنة يدعوهم إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام مع الصبر على ما كان يلقاه من الأذى.

  قام جماعة من الصحابة فيهم عثمان بن مظعون أخو رسول الله من الرضاعة وسعد بن أبي وقاص فقالوا: يا رسول الله كنا في عز ونحن مشركون فلما أسلمنا صرنا أذلة فاذن لنا في الجهاد فقال: كفوا أيديكم منهم فإني لم أؤمر بقتالهم، فلما كثر أتباعه وقوي الإسلام وأصر المشركون على الكفر والتكذيب أذن الله لهم بالقتال وأول ما نزل في أمر القتال قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ٣٩ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}⁣[لحج: ٣٩ - ٤١] هذه الآيات نزلت بالإذن بالقتال بعدما نهي عنه في نيف وسبعين آية.