مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

نزول الملائكة يوم أحد

صفحة 90 - الجزء 1

نزول الملائكة يوم أحد

  قيل إن الملائكة نزلت ولم ثقاتل وقد وعدهم الله لو صبروا فلما انهزموا وخالفت الرماة أمر نبيهم عصوا بذلك فلم يقاتلوا وهذا هو الجواب على من قال: لِمَ قاتلت يوم بدر ولم تقاتل يوم أحد؟ وفي الواقع أن الله قد يبتلي عباده الصالحين ليعظم أجورهم ويزدادوا إيمانا وما زادتهم تلك الواقعة إلا إيمانا واحتسابا للأجر عند الله، من أصيب فقد فاز والمصابون بعدهم ينالون أجراً عظيماً مع الاحتساب، مع أن النصر لهم في كل حروبهم، إلا هذه الوقعة التي ابتلي الله فيها المؤمنين ابتلاء حسناً لقد عادوا إلى المدينة بعدما هرب المشركون يحملون ما أصابهم من الجراح والخزي والقتل وطاردهم المسلمون ثم رجعوا إلى المدينة فوقفوا عند باب بيت رسول الله ÷ كل الليلة خوفا عليه من متسرب مع ضعف المسلمين بما نالهم فلم يأمنوا وهكذا الإيمان الذي لا يتخلخل بأي نوع من أنواع المصائب فـ ¤ وأرضاهم. قيل أنزل الله تعالى في وقعة (أحد) ستين آية منها قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ}⁣[آل عمران: ١٢١] الآية، وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ}⁣[آل عمران: ١٢٦] وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ}⁣[آل عمران: ١٢٣] وقوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}⁣[ال عمران: ١٢٨] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}⁣[ال عمران: ١٥٥]. تقدمت وغير ذلك.