الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[الروافض والنواصب]

صفحة 71 - الجزء 1

  أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا}⁣[الأنعام: ١١١] وذلك لفساد قلوبهم، واتباع أهوائهم، وتقليد آبائهم، وإيثار الهوى لقل الطاعة والتقى، ومن أراد محلاً محصناً ومكاناً أميناً قدم الرحلة وآثر الطلبة لم تغلب عليه الإساءة، ولم يرض لنفسه بليت وعسى، فإن الله تعالى ضمن لأوليائه المعونة فقال: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}⁣[التغابن: ١١] {يَشْرَحْ صَدْرَهُ}⁣[الأنعام: ١٢٥] فمن أراد ما عند الله آثر رضا الله، فانظر أدام الله عزك فإنك تبلغ ما أحببت من ذلك، فإن جمعنا الله وإياك فذلك المراد، ومن معه إن شاء الله يظهر ما علمنا بطلب ما عنده، ونودع من دينه ما أودعناه ونجتهد في ذلك، فإن النبي ÷ يقول: «يحمل هذا العلم من كل خلف عُدُوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»⁣(⁣١) ويقول ÷: «نضر الله امرءاً سمع مقالنا فوعاه ثم أداه إلى من لم يسمع»⁣(⁣٢).


(١) الأربعين العلوية: ١١، وذكره ابن القيم في مفتاح السعادة: ١/ ١٦٣، ١٦٤، وأخرجه العلامة الحافظ محمد ابراهيم الوزير في كتابه الروض الباسم: ١/ ٢١ - ٢٣.

(٢) رواه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد - خ -، وأخرجه الترمذي: ٥/ ٣٣، وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجه: ١/ ٨٥ بألفاظ مقاربة.