شبيه بما سبق مقالتهم في فرعون:
  على هذه المنزلة الشريفة، وفضله على غيره، وأعظم عليه المنة، لطاعته له وطول عبادته، وأنه الروح الأمين، والسفير الذي يجرى بينه وبين رسله، $، وأنه إنما يتصور في تلك الصورة لطاعته ومكالمة رسله $ في البنية التي يسكنون إليها.
  ثم يجعل لإبليس - الملعون - عدوه الكافر العاصي لأمره المغضب له، من الدرجة والفضيلة والرفعة والمنزلة الشريفة التي يتصور فيها إلى أوليائه الطاهرين؛ ليضلهم ويغريهم ويعصيه فيهم، ولا يفعل فيها له طاعة ولا رضاً، فما الفرق - عندكم - بين جبريل، ~، في شريف الدرجة وبين إبليس - الملعون - الفاسق عن أمر ربه؟!
  وقال الله، ø، في كتابه الصادق {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ٢٨}[ص]! ...
  والله، تبارك وتعالى، أجل وأعظم وأكرم وأحكم وأعدل، من أن يعطى معجزاته من كذب عليه.
  ***
شبيه بما سبق مقالتهم في فرعون:
  وهذا مثل قولهم في فرعون أن الله ø، أرسل معه النيل يسير إذا سار، ويقف إذا وقف، فما الفرق بين معجزة موسى، صلى الله عليه، في العصا، وفلق البحر، وبين مجرى الماء يسير مع عدو الله فرعون إذا سار، ويقف له إذا وقف؟!.
  وكيف تلزم الأمة حجة موسى دون حجة فرعون؟! ... وممن يجب ان يكون التخليط أمن الناس أم ممن جعل مع موسى معجزة ومع فرعون معجزة؟! ... لايدرى الناس أيهما أحق بالرسالة؛ لأن كليهما قد جاء بمعجزة باهرة لعقول الخلق - على قود قولهم!