الإنسان له استطاعة:
الإنسان له استطاعة:
  فإن قال قائل: فقد أراه أقدر بعضاً على قتل! قلنا له: إنما جعل فينا استطاعة، وحرم دمانا علينا، ونحن نرى من يريد لنا ضرراً، ونقدر أن نتقيه ونحذر منه، وهذا الذي وصفتم لا يقدر أحد ان يحذره، وهذا يخرج من العدل والحكمة.
  وإنما إبليس، الذي جرت عليه المخاطبة في جميع الآيات التي اعتلوا بها لا تخرج على شئ من جميع الأشياء إلا على الهوى المتبع والميل عن الحق والاقتداء في فعله، فسمى ذلك كله لإبليس طاعة وفعلاً له؛ إذ الهوى صار إلى مراده وفي طاعته فنسب ذلك إلى إبليس، فاعلم ذلك وقف عليه بأحسن الفكرة، إن شاء الله.
  ***
كيف يرانا إبليس وذريته ... وما أثر ذلك ذلك علينا:
  وأما قوله: ø: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}[الأعراف: ٢٧] فهذا هو الصحيح من القول، قد جعل الله، ø، له ولقبيله أنهم يروننا من حيث لانراهم، إذ هم في الهواء والملائكة في السماء، ونحن في الأرض في الدنيا، وليس لهم علينا مقدرة ولا كرامة لهم.
لم صرف المجبرة كلامهم إلى شياطين الجن دون الإنس؟!
  ومن جهل مخالفينا وعمى قلوبهم أن الله، ø، ذكر شياطين الجن والإنس في كتابه، فجعلوا جميع (همهم) وحجتهم ومخالفتهم واحتجاجهم علينا في شياطين الجن وحدهم، ولم يذكروا ولم يحتجوا بشياطين الإنس - وهم أضر وأشد بلاء وبأساً وعلواً وإهلاكاً من شياطين الجن!.