الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

نقد المجبرة في أن إبليس يعقد على المؤمن ثلاث عقد:

صفحة 332 - الجزء 1

  فيا سبحان الله العظيم كيف ذهبوا عن كتابه {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ٢٨}⁣[ص] فأي شئ أوضح من هذا الذي قالوا إفساداً، وأى أبطل منه؟! ... {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}⁣[الأنعام: ٩١]، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ١٠٠}⁣[الأنعام].

  ***

نقد المجبرة في أن إبليس يعقد على المؤمن ثلاث عقد:

  ٣ - وقد رووا أن النبي ÷؛ قال «إن إبليس يأتي أحدكم فيعقده ثلاث عقد».، وهذا أعجب العجب ان رجلا يعقد ثلاث عقد، او يعقد عليه ثلاث عقد، وهو في ذلك لا يعلم بها ولا يدري متى عقدت عليه؛ لقليل الحذر من إبليس، وأن من حذره منه المحذر، يلزمه أنه حذره من أمر لا يعرفه، ولا يدرى كيف يحذر من يعقد عليه ثلاث عقد!

  وهذا كلام المجانين، ومن ينبغي أن لا يخاطب لجهله، او لحاجته في المغالطة تنكف عن الرجوع إلى الصواب فيها، فالله المستعان.

آيات تخرج على معنى الهوى:

  ١ - وأما قوله، ø: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١}⁣[المائدة] فهذا يخرج على الهوى، الذي هو رضاً للشيطان وطاعه له.